مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 11:08:00 ص

قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الخامس -
 قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي  - الجزء الخامس -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

توجهت طموحات وأنظار كلاي لينال لقب بطل العالم في الملاكمة

 والذي كان يحمله في ذلك الوقت الملاكم الشهير "سوني ليستون"، وقد كان شخص جبار وعندما تقف أمامه فإنك ترتجف لا إرادياً، فقد كانت قوته يهابها كل ملاكم على وجه الأرض. 

- وعدا عن ذلك، فقد كان له تاريخ إجرامي، وكان يتلقى الدعم من |المافيا|، وهم من ساعده على دخول عالم الملاكمة، حيث كانت المافيا في ذلك الوقت مسيطرة على عالم الملاكمة، ومعظم الأرباح كانت من نصيبهم في الواقع، ومعظم المراهنات وحركة الأموال كانت تحت إدارتهم وإشرافهم. وهم المسؤولين عنها. 

 وكل ذلك لم يمنع كلاي من استفزاز ليستون والذي لم يكن يعيره أي انتباه، ولينال كلاي اللقب لابد من هزيمة ليستون، وعادةً لا يحق لأحد منافسة البطل إلا من كان مصنف في المرتبة الثانية، أو شخص قادر على تقديم عرض مغري للبطل ليضع لقبه على المحك.  ومن جهة نظر ليستون، ولم يكن كلاي يستحق الفرصة لمنازعته على اللقب. 

 واستمر كلاي في محاولته ، وأسلوبه الاستفزازي وطريقته بجذب الأنظار جعل كل وسائل الإعلام تسلط الأضواء عليه، وكان الناس مستمتعين بتصريحاته، وكان الإعلاميين والصحفيين يتسابقون لتغطية أي تصرف أو كلمة من| كلاي|، فلم يكن بالنسبة للناس مجرد ملاكم، بل كان شخص محبوب ومشهور يتابعه الجمهور بشغف. 

 لم يقصر كلاي بل استغل هذه الأضواء ليحقق غايته

وكان يستحقر ليستون ويشتمه أمام وسائل الإعلام كلما سنحت له الفرصة، وكان يصفه " الدب البشع" وأنه لا يستحق هذا اللقب وليس جدير به. 

وبما أن ليستون لم يكن يبدي أي اهتمام لتصرفاته كثف كلاي حملته الاستفزازية وكانت شرسة ومختلفة تماماً عن كل ما سبق، حيث كان يلاحقه في النادي ومعسكرات التدريب وحتى في مبارياته، والأماكن العامة والمطاعم وفي كل مكان، وكان يصرخ في وجهه أمام الناس مستفزاً له. 

ومع كل ذلك استمر ليستون في تجاهله وعدم الاكتراث بتصرفات كلاي، وكانت كل تصرفاته تعتبر مادة إعلامية دسمة بالنسبة للصحافة، حيث كانوا يلاحقونه إلى كل مكان لتغطية الحدث، وكان كلاي ضيف دائم لأغلب البرامج التي تهتم بالملاكمة، وكثير من الناس بدأت تطالب ليستون بقبول التحدي، واعتبره البعض جبان غير قادر على مواجهة كلاي ويتهرب منه. 

حتى أن محبي ليستون وجمهوره، طالبوه بأن يوقف كلاي عند حده ويؤدبه، وعند وصلت الأمور لهذا الحد أعلن ليستون قبوله للتحدي، وتم إعلان موعد المباراة في ٢٥ شباط عام ١٩٦٤، والتي ستكون من أكبر المباريات في التاريخ. 

واستمر كلاي في استفزاز| ليستون| فقد كانت هذه حرب نفسية بالنسبة له، حتى في لقاء قياس الوزن قبل المباراة، قام كلاي بحركة هجوم عليه وكان هدفه إرباك خصمه وإثارة غضبه حتى يدخل للحلبة وهو متوتر ويلعب بشكل سيء.

 وحان وقت المباراة ودخل الملاكمين الحلبة وبدأ كلاي باستفزاز خصمه

 وكان ليستون يهجم كالمجنون محاولاً ضرب كلاي، الذي كان يتفادى| اللكمات العنيفة| بسرعته ورشاقته، ويرد بلكمات خاطفة وسريعة، وبدت على ليستون علامات الإرهاق و|التعب| من الجولة الأولى، وكان الجمهور في حالة صدمة عندما رأى بطل العالم قد بدأ بالانهيار.

 وبدأ كلاي بالفوز جولة تلو الأخرى، لكن تحولت الأمور قليلاَ في الجولة الرابعة، عندما بدأ كلاي يشعر بمشكلة في الرؤية، بالرغم من أنه لم يتلقى أي لكمة مباشرة على وجهه، وحتى هذا اليوم، يشك البعض أن ليستون وجماعته وضع مادة ما على قفازاته حتى يصاب بالعمى المؤقت  وانعدمت عنده الرؤية لدرجة أنه طلب من مدربه أن ينسحب من المباراة.

 ولكن رفض مدربه أن يسمح له بالانسحاب  وكلماته وتشجعيه كانت حافزاً ساعد كلاي أن يقف  بثبات على قدميه في الجولة الخامسة، واستطاع أن يصمد أمام لكمات ليستون القوية الذي لاحظ المشكلة واستغلها ليهجم عليه بعنف، ولكن كان لدى كلاي قدرة فائقة على التحمل، ومع نهاية الجولة الخامسة بدأت |مشكلة الرؤية| تختفي.

فمن الواضح أن أثر المادة غير القانونية التي استخدمها ليستون وفريقه بدأ يزول، وبالفعل في الجولة السادسة عاد كلاي إلى الحلبة بكامل قوته، وكان يرد على ليستون بلكمات خاطفة وعنيفة حتى أنهكه تماماً، والذي صدم وفاجئ الجميع أن ليستون أعلن انسحابه.

والذي يعني أن كلاي هو الفائز

 وحاز على لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وهو أثمن لقب في عالم الملاكمة، وفي تلك الأثناء، وقف كلاي وسط الحلبة وردد بضعة كلمات

" أنا الأعظم أنا الأقوى ، لقد هززت العالم، أنا ملك العالم.

 وهكذا خلد كلاي اسمه كواحد من أعظم الملاكمين في التاريخ، وبالرغم من أنها ليست مباراته الأخيرة في مسيرته المهنية، ولكنها آخر مباراة له بإسم كاسيوس كلاي، والذي سيتحول إلى اسم مختلف تماماً. وستبدأ مسيرة جديدة في حياته.

إقرأ المزيد..........

تهاني الشويكي


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.